الإيمان باللّه وأثره في نفس الإنسان[1]

الشيخ محمّد الهادي ابن القاضي

     ففي دعامة الإيمان جاء الحديث الّذي أخرجه البخاريّ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بارزا يوما للنّاس، فأتاه رجل فقال: ما الإيمان؟ فقال: «الإيمان أن تؤمن باللّه، وملائكته، وبلقائه، وبرسله، وتؤمن بالبعث». وجاء في بعض الروايات: «أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وأن تؤمن بالقدر خيره وشرّه».

     لقد هديت لأن أفتح هذا الركن بحديث جبريل، الذي أخرجه البخاري في الجامع الصحيح لأصول الدّين، ففيه تعريف بأصول الإيمان، والإسلام، والإحسان، تلك الأصول الثّلاثة للشّريعة الإسلاميّة؛ إذ كلّ ما تضمّنه دين الإسلام من الأحكام الاعتقاديّة، وأحكام العبادات، وأحكام المعاملات المدنيّة، لا يخرج عن هذه الركائز الثّلاث والدّعائم الّتي أقيم عليها بناؤه.

     أوّلا: دعامة الإيمان

     ثانيا: دعامة الإسلام

     ثالثا: دعامة الإحسان

     وسأقتصر اليوم من هذا الحديث على التّعرض بالشّرح والبيان لهذه الدّعامة الأولى، وهي دعامة الإيمان بالله، وهي الأساس لما بعدها من الرّكائز والدّعائم، فمن لا إيمان له لا إسلام ولا إحسان له؛ لأنّ الإيمان مصدر جميع الفضائل، ومنبع جميع خصائل الخير والكمالات.

حقيقة الإيمان باللّه

   الإيمان بالله هو: أن نؤمن بأن الله خالق هذا العالم ــ بجميع ما فيه من أجسام وأعراض وأرض وسماوات ــ موجود، وأنّه منفرد بصفة الخلق والإيجاد لا يشاركه فيها موجود سواه. وهذا ما تضمّنته الكلمة الّتي يكون بها الدّخول في دين الإسلام (لا إله إلاّ الله)، حتّى كانت الصّورة الصّادقة للإيمان بالله، الّتي يكون بها باللّسان، والتّصديق بها بالقلب، شرطا أساسيّا لدخول الإسلام، أي: أن يسلب الألوهية عن كلّ شيء سواه، ويثبتها لله وحده.

     فكانت هذه الكلمة (لا إله إلاّ الله) بهذا المعنى الذي بسطناه تتركب من ثلاثة عناصر:

    أ – إثبات الألوهيّة

    ب – نفيها عن كلّ موجودات العالم

    ج – إثباتها لله وحده

     وكلّ ما في القرآن والسّنّة عن ذات الله سبحانه وصفاته إنّما هو تفصيل وشرح لهذه العناصر الثلاثة.

     فأوّل وقبل كلّ شيء، يبيّن الكتاب الكريم والسنّة الشريفة للألوهيّة معنى مكتملا، صحيحا، واضحا، لا تجده في أي دين من أديان العالم.

     ولا شكّ أنّ إثبات أصل الألوهيّة موجود عند أغلب أمم الأرض وأديان العالم، ولكنّه مبني على تصوّر خاطئ في كلّ دين سوى الإسلام، وعند كلّ أمّة من أمم الأرض الّتي تدين بالإسلام.

    فما الألوهيّة عند بعض هذه الأمم، وفي بعض هذه الأديان إلاّ عبارة عن الأوليّة، وقد جعلت في بعضها بمعنى القوّة، ومعناها في بعضها قضاء الحاجات وإجابة الدعوات، وهي في بعضها مشوبة بالتجسيم والتشبيه، والدّين الصحيح الذي صحّح وكمّل هذه التّصورات الخاطئة عن الألوهيّة، هو دين الإسلام، فهو الّذي قدّس الألوهيّة ومجّدها أتمّ تمجيد، وهو الذي بيّن أنّه لا يجوز أن يكون الإله إلاّ من يكون صمدا قيّوما، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤا أحد، ويكون موجودا في الأزل، ويبقى إلى أبد الآبدين، ويكون قادرا مريدا حاكما على الإطلاق، ويكون علمه محيطا  بكل شيء، ورحمته واسعة لكلّ شيء، وقوّته غالبة على كلّ شيء، ولا يوجد نقص في حكمته، ولا عيب في عدالته، وهو الواهب للحياة، والمهيئ لأسبابها ووسائلها، وأنّه المالك لكلّ قوّة من قوى النّفع أو الضّرر، وأنّ كلّ ما سواه محتاج لعطائه، فقير إلى حفظه ورعايته، وأنّ الله مرجع كلّ مخلوق، وهو محاسبه على أعماله.

     ثمّ إنّ شريعة الإسلام بعد بيانها لهذا التّصوّر الصّحيح الكامل للألوهيّة، تدلّ بأقوى برهان وواقع ما يكون بأساليب البيان أنّ هذا العالم ليس فيه شي أو قوّة يصدق عليها هذا التصوّر؛ إذ ليست جميع موجودات هذا العالم إلاّ مسخّرة محتاجة لغيرها، وما مصدر لأفعالها في داخل ذاتها، وإنّما هي تستمد قوّتها من الله.

    وبعد هذا فإنّ الشريعة الإسلاميّة لا تثبت الألوهيّة إلاّ لذات واحدة المعروفة باسم «الله»، وتطالب الإنسان بأن لا يؤمن إلاّ بها وحدها، ولا يسجد إلاّ لها، ولا يعظّم إلاّ إيّاها، ولا يتعلّق خوفا ولا طمعا إلاّ بها، ولا يستعين إلاّ بها، ولا يتوكّل إلاّ عليها، وأن يعلم علم اليقين أنّه راجع إليها، ومحاسب بين يديها.

المنافع العائدة على الإنسان للإيمان بالله

     إنّ للإيمان بالله – إذا استقرّ في قلب الإنسان على هذا الوجه الواضح الكامل – فوائد ومنافع عظيمة، تكون للمؤمن، ولا تكون لغير المؤمن، فمن هذه الفوائد:

  سعة آفاق النّظر

     إنّ أولى خصائص الإيمان بالله تعالى أنّه يوسّع وجهة نظر الإنسان، على قدر سعة مملكة الله غير المحدودة. فإنّ الإنسان مادام لا ينظر إلى الدّنيا إلاّ باعتبار علاقتها بنفسه يكون نظره محدودا ضيّقا، حسب علمه ومطالب نفسه، فهو لا يبحث إلاّ عن قاض لحاجته في هذه الدّوائر الضّيقة، ولا تكون صداقته ولا عداوته ولا محبّته ولا بغضاؤه، ولا يكون تعظيمه ولا تحقيره، إلاّ في نطاق هذه النّظرة الضّيّقة، كأنّ نفسه هي المنظار الّذي ينظر به إلى ما حوله من هذا العالم.

    ولكنّه إذا آمن بالله تعالى يخرج نظره عن هذه الدّائرة الضّيّقة، ويسع الكون كلّه، فهو عندئذ إنّما ينظر إليه على اعتبار علاقته بالله، وهناك تقوم علاقة جديدة بينه وبين موجودات هذا العالم، فلا يرى فيه شيئا يستطيع أن يقضي حاجاته، أو يستطيع أن يجلب له نفعا، أو يدفع عنه ضررا، أو يستحقّ منه التّعظيم أو الخوف. وعندئذ لا تكون صداقته ولا محبته ولا خوفه ورجاؤه، إلاّ بلله وحده مالك الأرض والسماوات وما فيهنّ.

     وإذن، فإنّ المؤمن بالله لا يكون ضيّق النّظر محدود الفكر أبدا.

  الأنفة وعزّة النّفس

     ومن هذه الفوائد أنّ الإيمان بالله يرفع الإنسان من حضيض الذّلّ والهوان إلى أرفع منازل الأنفة وعزّة النّفس، فإنّ من لا يعرف ربّه يطأطئ رأسه لكلّ شيء في الدّنيا، إذا رأى فيه شيئا من العظمة، أو القدرة على نفعه أو الإضرار به، فهو لذلك يخافه، ويمدّ يده إليه بالاستعانة والاستنجاد، ولكنّه إذا عرف أنّ الله ربّه علم يقينا أنّ الّذين كان يمدّ إليهم يده، لا يقلّون عنه حاجة إلى ربّهم لقضاء حاجاتهم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ﴾[الأعراف: 194]، إنّ الذين كان يرجو منهم العون والمساعدة عاجزون عن نصرة أنفسهم، فضلا عن أن ينصروه، ويجلبوا إليه النفع، أو يدفعوا عليه الضّرّ، وأن ليست القوّة والغلبة والعلوّ والسّيادة في الواقع إلاّ لله وحده: ﴿أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً﴾[البقرة: 165]، ﴿وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ﴾[البقرة: 107]، ﴿وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ﴾[يونس: 107].

     فالإنسان عند ما يحصل له هذا العلم، يستغني عن كلّ قوّة من قوى العالم، وعندئذ لا يطأطئ رأسه أمام أحد غير الله، ولا يمدّ يده بالاستعانة والاستنجاد إلاّ لله.

ثالثة هذه الفوائد: إبطال الآمال الكاذبة والعقائد الفاسدة

    إنّ من أعظم الفوائد التي ترجع على الإنسان من هذا الإيمان الصّحيح الكامل، أنّه يبطل ما يكون فيه من الأماني الكاذبة والآمال الباطلة. فإن هذه المعرفة بالله هي التي تعرّف الإنسان أنّه لا سبيل إلى النّجاة والفلاح والسّعادة إلاّ بهذا الاعتقاد الصّحيح، والعمل الصّحيح، والّذين هم محرمون من هذه المعرفة أنواع:

   ـــ فمنهم من يعتقدون أنّ هناك عدّة آلهة يشاركون الله في حكمه، أو يمكن لهم أن يجعلونهم وسطاء وشفعاء لهم عند الله، والله جلّ جلاله يقول: ﴿مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ﴾ [البقرة: 255].

   ـــ ومنهم من يقول: إنّ لله ابنا قد أمّن لهم النجاة بتقديمه نفسه كفارة لذنوبهم، والله يقول: ﴿لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ﴾ [الإسراء: 111]، ويقول: ﴿بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ﴾ [البقرة: 116].

   ـــ ومنهم من يقول إنّ لهم من الدّالة على الله ما ليس لغيرهم، ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ﴾ [المائدة: 18]. فهذه آمال وأنّها باطلة تورّط بني الإنسان في أوحال الإثم، وتمهّد السّبيل إلى المعاصي والذنوب؛ لأنّهم باتّكالهم عليها يغفلون عن تزكية نفوسهم، وإصلاح أعمالهم. أمّا عقيدة الإيمان بالله على الوجه الصّحيح الّتي يدعو إليها محمد بن عبد الله، فلا مجال معها لمثل هذه المعتقدات المنحرفة والآمال الكاذبة.

    يبيّن القرآن والسّنّة أنّه ليست لأيّة أمّة من أمم الأرض دالّة على الله، وإنّ كلّ ما في السّماوات والأرض عباده ومخلوقاته، وهو ربّهم جميعا، وأن ليست الكرامة والفضيلة للإنسان إلاّ على أساس تقواه.

الفائدة الرابعة للإيمان باللّه: طمأنينة القلب

    فإنّ الإيمان بالله يربّي الإنسان على كيفيّة نفسيّة قائمة على الثقة بالله وحده، والرّجاء لرحمته، ولا تدعه يتغلّب عليه اليأس والقنوط؛ إذ الإيمان كنز لا ينفد من الآمال الصّادقة، لا يزال يزوّد الإنسان برصيد من قوّة القلب، وطمأنينة الرّوح، ويلقي في روعه أنّه لو طرد من كلّ باب من أبواب الدنيا، وتقطعت به الأسباب كلّها، فإنّ الله غير خاذله أبدا؛ لأنّ الله الّذي آمن به من يقول عن نفسه: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾[الأعراف: 156]، ويقول: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً﴾[الزمر: 53]. وإنّ ذكر الله هو البلسم الذي يجبر جروح القلب، ويملؤها ثقة وطمأنينة ﴿أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28].

الفائدة الخامسة للإيمان بالله: الشجاعة والجرأة

      فإنّ الإيمان الصّحيح الكامل بالله تعالى، ينشئ في نفس المؤمن صفة خلقيّة، هي صفة الجرأة والإقدام والبسالة والشجاعة.

     إنّ هناك أمرين يجلبان الجبن والهلع إلى قلب الإنسان:

     أوّلا: حبّه لنفسه وأولاده وما يمتلكه من أموال.

     ثانيا: خوفه من زوال ما به من استقامة حال، وهناء عيش؛ لاعتقاده الباطل بالأشياء التي يستخدمها في نيل أغراضه، هي في ذاتها المجرّدة قادرة على نفعه وضرّه.

     فالإيمان بالله يطهّر قلب الإنسان المؤمن من سطوة هذا الحبّ ومن هذا الخوف جميعا، ويلقي في روعه أنّ الله أحقّ من غيره أن يحبّه المؤمن، فالله يقول: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ﴾ [البقرة: 165]، ويقول في آية أخرى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً﴾ [الكهف: 46].

      وبناء على هذه العقيد والإيمان بالله يعتقد اعتقادا جازما بأنّه لا يصيبه شيء في هذه الدنيا إلاّ بعلم الله وإذنه: ﴿قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [التوبة: 51].

      إنّ قوّة الصّبر والتوكّل على الله، هي القوّة التي استطاع بها أولو العزم من الرسل أن يواجهوا مصائب الدنيا، ويصارعوا دولها العاتية، وأممها القويّة. ومن المحال أن ينال الإنسان هذه القوّة والشّجاعة، وهذه الصّلابة في عزيمته بوسيلة أخرى غير الإيمان بالله؛ لأنّ الّذي لا يؤمن بالله، إنّما يتوكّل على الأسباب الماديّة والوسائل الظّاهرة، التي قد تتخلّف مسبّباتها، ولا تتحقّق دائما باطراد.

      أمّا الّذي قد التجأ إلى جانب الله، فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها. ولا قبل لكلّ ما في الأرض من المصائب والآلام والشدائد أن تزحزحه عن الصّبر والثبات والعزيمة؛ لأنّ كلّ ما يسرّ أو يحزن إن هو في نظره إلاّ من عند الله ﴿قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ﴾ [النساء: 78] فما له إذن لا يضحّي بنفسه وماله في سبيل نصرة هذا الإيمان والعقيدة التي امتزجت بنفسه ودمه؟ وفي سبيل الحياة التي سينالها عند ربّه؟ تلك الحياة المليئة بأسباب الهناء والسّعادة.

      وإذا كان الأمر هكذا، فما له يخشى أحدا غير الله، والله وحده الذي ينبغي أن يخشاه ويخافه: ﴿وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ﴾ [الأحزاب: 37]. أمّا الذين لا يؤمنون بالله فهم الذين يداخلهم الفزع والخوف من الموت، فيتولّون عن بذل مهجهم وأرواحهم في سبيل الله؛ لأنّهم يخشون النّاس كخشية الله أو أشدّ خشية.

     فانظر أخي إلى هذا الإيمان كيف أنشأ المؤمن على هذه الكمالات، وبناه بناء جديدا على هذه الأخلاق المستقيمات.

    وبالجملة، فإنّ الإيمان بالله يزكّي نفس الإنسان، ويطهّرها من الحرص والطمع والجشع، وما إليها من العواطف والأخلاق الرّذيلة. فهو ينشئ أفراد الجماعة الإنسانيّة على أساس متين من خشية الله في السّرّ والعلانية، ويطبعهم بطابع التزام القانون، والتقيّد بنظامه، والوقوف عند حدوده، ممّا ينشأ عنه صلاح حياتهم الاجتماعيّة، ويقيمهم على أساس من الحقّ والعدل والاستقامة.

1) مجلة الهداية، ج1، عدد1، ص13.

مقالات مقترحة