الشّيخ عبد الله الغيلوفي
(1937م ـــــ 2021م)
هو عبد الله بن محمّد الغيلوفي، ولد بقرية «رضوان» من ولاية قبلي، بتاريخ 05 أكتوبر 1937م. حفظ القرآن الكريم على كلّ من المؤدّب عليّ الكعوب وصالح بالساسي، رحمهما الله.
التحق بالفرع الزيتوني بولاية قبلّي حيث تحصّل على شهادة الأهليّة. ومن شيوخه في هذه المرحلة: الشّيخ مَحِمَّدْ الجليدي «داعية نفزاوة» كما يلقّبونه، ومحمّد العويني، والطاهر بالرابح، والراضي كشك، وإبراهيم بن عبد الصمد، وغيرهم رحمهم الله جميعاً.
انتقل في المرحلة الثّانية من التعليم إلى معهد «ابن عبد الله» بتونس العاصمة. ومن شيوخه في هذه المرحلة الشّيخ السهيلي، والطاهر المبعوج، والأستاذ المقنَّمْ.
وبعد أن تحصّل على شهادة التحصيل الزيتوني، اجتاز بنجاح مناظرة الدخول إلى التدريس في مرحلة التعليم الابتدائي، وقضى سنة التربّص بدار تونس الأولى تحت إشراف المتفقّد السيّد قاسم طنقور، وذلك بالتزامن مع أحداث بنزرت 1961م، ثمّ سُمِّي معلِّماً بمدرسة الطيّب المهيري بالمرسى.
غادر البلاد في صائفة 1968م طالباً للعلم متوجّهاً إلى بغداد رغبةً في إتمام دراسته الجامعيّة، حيث التحق بجامعة بغداد، كليّة الآداب قسم اللّغة العربية. فتحصّل رحمه الله في سنة 1972م على الإجازة في اللّغة العربيّة.
ثمّ عاد إلى تونس وعُيّن أستاذاً للتعليم الثانوي بمعهد سبيطلة من ولاية القصرين في أكتوبر 1972م حيث درّس به ثلاث سنوات.
وفي سنة 1973م أكرمه الله بالزواج من السيّدة عمره بن حميدة الّتي كانت سنده وعونه في تربية البنات وتحمّل مشاق المسيرة الحافلة بالنشاط والدعوة والتضحيات. فأنجب الشّيخ سبعة بنات: أكبرهم منى، ثمّ نهى، وسناء، وإيمان، وهدى، وفاطمة، وأصغرهنّ سعيدة.
وفي سنة 1975م تمّ إلحاقه كمدرّس بإصلاحيّة قمرت بالمرسى، حيث درّس بها مدّة ثلاث سنوات، وخَصّص مساء الجمعة للحوار مع تلاميذها أملاً في إصلاح ما يمكن إصلاحه.
وفي سنة 1978م تمّ إنهاء الإلحاق حيث عاد إلى وزارة التربية، وعُيّن أستاذاً للّغة العربيّة بمعهد حلق الوادي، ثمّ بعد عدّة سنوات تمّت نقلته إلى معهد المرسى الّذي درّس فيه طويلاً إلى أن أحيل على شرف المهنة سنة 1993م .
ترأّس في الثمانينات فوج الكشّافة بالمرسى الّذي قام بمخيّمات وأنشطة مختلفة لتكوين الشباب. وكوّن في تلك الفترة صُحبة الشّيخ كمال التارزي والشّيخ عثمان الحويمدي رحمهما الله فرع جمعيّة المحافظة على القرآن الكريم بالمرسى، فركّزوا إملاءات للنّساء والشباب في أكثر من مسجد ورصدوا لها الجوائز التحفيزيّة، ونظّموا أختامَ رمضان. ولمّا كُلّف بالخطابة بمسجد «عبد الله بن مسعود» بالمرسى، أنشأ به مكتبة وحلقات تعتني بتكوين الشباب تربوياً وأخلاقياً وتعليميّاً.
وبعد الثورة التونسيّة ساهم رحمه مع غيره من أصحابه في تكوين الجمعية الخيريّة «الكرامة»، ثمّ جمعيّة «البرّ والإحسان»، ومركز المرسى للجمعيّة التونسيّة العلوم الشّرعيّة.
سجّل بالمرحلة الثالثة من التعليم العالي بالكليّة الزيتونية، وبدأ في إعداد رسالة الدكتوراه بإشراف الدكتور عبد الله الوصيّف، تحت عنوان «ابن عبّاس من خلال الصّحيحين»، لكن عاقته بعض الظروف عن الاستمرار.
كما ساهم مع الشّيخ حسين العبيدي في إحياء مشيخة جامع الزيتونة المعمور من جديد، فدرَّس بجامع الزيتونة المعمور مادّة الفقه المالكي. وكان الشّيخ رحمه الله يقيم درساً أسبوعيّاً في الفقه بمسجد خديجة بالمرسى، وذلك كلّ يوم ثلاثاء بين صلاتي المغرب والعشاء. وكان حريصاً أيضاً على تعليم القرآن وتحفيظ بعض الأحاديث المأخوذة من الأربعون النّوويّة رفقة بعض الأخوات المتطوّعات أثناء العطلة الصيفيّة بمسجد خديجة.
قام الشّيخ رحمه الله في فيفري من سنة 2019م بأداء مناسك العمرة رفقة أفراد من عائلته.
انتقل الشّيخ عبد الله الغيلوفي إلى الرفيق الأعلى يوم الخميس 15 جمادى الآخرة 1442ه الموافق ليوم 28 جانفي 2021م. وأقيمت صلاة الجنازة إثر صلاة الجمعة بجامع سيدي عبد العزيز بالمرسى، وشيّع إلى مثواه الأخير بمقبرة قمرت.
رحمه المولى عزّ وجل، وتقبّله الله عنده بقبول حسن، وغفر الله له ولسائر أموات المسلمين أمين.