نتكلم على الفقيد في ناحيتين الأولى نبذة تاريخية عنه والثانية دعوته ومواقفه.
الناحية الأولى
العائلة والميلاد:
عائلة المرحوم عائلة الأَخوة والمتعارف فيها أنها بفتح الهمزة وإن كان الأخ يجمع على إخوة بكسر الهمزة وهذا المعروف في لسان العرب وإنما في اللسان الدارج جمع أخ على أخوة كما يقال (هذوما أَخوة).
وهذه العائلة اشتهرت بالتجارة، وهي من العائلات الكبيرة الثرية المشتهرة بالتجارة مثل عائلة الخلصي والحداد، ثم ضمت إلى التجارة الدخول في الوظائف المخزنية، ثمّ كذلك ضمّت الوظائف العلمية، والأعمال الحرّة، وهي عائلة تتمذهب بالمذهب المالكي.
والشيخ المرحوم هو محمد بن عبد الرحمان بن محمد بن أحمد ابن يوسف الأخوة، وكان ميلاده في: 20 7 1331ه وفي 25 جوان 1913م بالبيت الشهير لعائلته الكائن بنهج سيدي الصوردو الملاصق لنهج تربة الباي.
وانتقل في السكنى من بيت عائلته بتونس إلى السكنى بالمرسى ثم انتقل إلى تونس ولكنّه لم يطب له المقام بتونس كما ذكر لي لأنّ بيته في تونس الذي كان بنهج اسبانيا تسبّب في مضايقة زيارة أبنائه الذين لا يجدون مكانا لإيقاف سيارتهم، فلذلك رجع إلى سكنى المرسى وإنما كان يختار الإقامة بتونس العاصمة ليؤدي مهمّته الوعظية في مساجدها الكبرى مثل جامع الزيتونة، ومسجد سيدي البشير الذي هو يغصّ بالمقبلين على الدروس.
اختلاف وجهته:
بعد الاحتلال الفرنسي تأسّست المدارس الابتدائية للتعليم، وكان اعتناؤها بالفرنسية واختلفت وجهة النظر في التعليم الابتدائي إذ لم تضمحل الكتاتيب القرآنية بالطريقة العتيقة، وبجانب المدارس الحكومية والكتاتيب القرآنية المدارس القرآنية، وبسبب اختلاف وجهة النظر تعدد الاختيار بين أنواع الابتدائي الثلاثة فمن التونسيين من أراد الاحتفاظ بحفظ القرآن، ولذلك أمّ بأبنائه الكتاتيب القرآنية، وإن كانت هناك مدارس قرآنية لكنّها لا تعتني بحفظ القرآن كالكتاتيب.
والشيخ محمد الأخوة نهل من الكتاتيب القرآنية ما رواه بحفظ الربع من القرآن.
ولكن بجانب بيتهم مدرسة حكومية أدخله والده بها ولم يحصل على الشهادة الابتدائية بها لأن القانون إذ ذاك مؤخّرا يمنع استمرار التلميذ في التعليم الابتدائي بعد سنّ الخامسة عشرة، ولكن لم يثن عزمه عن مواصلة التعليم للحصول على الشهادة الابتدائية إذ تمكن في مدرسة باب الجديد من الحصول على الشهادة بتاريخ 1930.
إنّ روح الفقيد العلمية لا تقف في وجهها العقبات إذ لم يترك التعليم الابتدائي رأسا لما يتمكن من الاستمرار في مدرسته التي هي مفتاح الدخول إلى التعليم الثانوي، وهو حريص على مواصلة التعليم للوصول إلى مراقيه.
بين الصادقية والزيتونة:
لما فاز في مناظرة الدخول إلى التعليم الثانوي تطلعت نفسه إلى الصادقية التي كانت مطمح الأنظار من أجل أنها تجمع بين جزء من التعليم الزيتوني وبين المواد للمدارس الثانوية لأنها كانت وصلة للصادقي التي أسسها خير الدين، ثم أنها كانت أرقى المدارس الثانوية لا من جهة أساتذتها فقط بل من جهة الطلبة ولذلك أخرجت رجالا ممتازين، ولم ينجح في الدخول بها وأبى الله أن تتحول وجهته إلى الزيتونة بتوجيه من عمّه زميلي بلحسن الأخوة الذي هو أخو أبيه من الأب المتوفي فجأة سنة 1954م.
وقد اعتنى به اعتناء زائدا حتّى جعله يدرس دروس المرحلة الابتدائية من التعليم الزيتوني جامعا له بين سنتين حتى يتمكن من الاختصار لبلوغ المرحلة الوسطى، وذلك يتطلب الجهد المتواصل واختار عمّه له نخبة من الأساتذة درس عليهم ما هو مطلوب وبذلك ادعى السنوات التي أراد طيّها بامتحان أجري عليه كما في دفتر شهاداته ونصّه:
الحمد لله أنتج اختباره أنّه من أهل السنة الأولى من المرتبة المتوسطة بنجابة.
ومحفوظاته الخلاصة والسلم والجوهرة
وكتب في 23 2 من عام 1351ه و1932م.
ونتيجة اختباره بخط الشيخ علي النيفر، مع إمضاء الشيخ محمد الحطاب بوشناق.
مراحل تعليمه بالزيتونة:
تمكن من الدخول إلى المرتبة المتوسطة، وبذلك انفتح له التعليم الزيتوني وتلقى على كثير من شيوخ المرتبة المتوسطة، وأوّل شيوخه في العربية الأستاذ الحريص على إفادة تلاميذه، وهو محمد الصادق بن محمد الشطي الذي كان يحنو على تلاميذه، وهو مؤلف كتاب لباب الفرائض، والغرة في شرح فقه الدرة، وروح التربية والتعليم 1364ه/ 1945م.
وبدرس الشطي افتتح المترجم دفتره دفتر شهادات التلاميذ بالجامع الأعظم.
ومن شيوخه الشيخ محمد الهادي العلاني
والشيخ علي النيفر درس عليه التاودي في فقه القضاء 1985.
والشيخ معاوية التميمي 1944 الذي تولى إمامة جامع باردو
والشيخ محمد المنستيري
والشيخ محمد اللقاني
والشيخ عبد العزيز بن الأمين
والشيخ أحمد النيفر
والشيخ عبد السلام التونسي
والشيخ الناصر الصدّام
والشيخ محمد الخوجة
والشيخ محمد المختار بن محمود 1973
وتحصّل على رتبة التطويع في العلوم بجامع الزيتونة ومنحت له الشهادة بذلك من شيخ الجامع الشيخ صالح المالقي في 19 ربيع الأنور 1354ه وفي 20 جويلية 1935.
دراسته العليا:
واصل الفقيد تعلمه حتى يتمكن من العلوم المدروسة حرصا منه على التثبت والتدقيق، وقد اختار العالمية في القسم الشرعي.
ومن أول أساتذته الشيخ ابراهيم بن أحمد النيفر 1967 وقد تلقى عنه أهم كتاب في أصول الفقه وهو مختصر ابن الحاجب الأصولي بشرح العضد ولذلك كتب عليه الإمامان الجليلان الشهيران السعد والسيد، وكان الشيخ ابراهيم النيفر يحلل عويصه وبيدي تلخيصه.
كما تلقى على الشيخ محمد الزغواني مقدمة ابن الصلاح وأخذ عن الشيخ محمد العزيز النيفر 1925 أصول التربية وعن الشيخ محمد العنابي المفتي التاودي على الزقاقية.
وعن الشيخ محمد الصادق الشطي أخذ عنه الزرقاني على المختصر وعن الشيخ بلحسن النجار 1373ه قرأ عليه المقاصد وأخذ كثيرا عن الشيخ محمد العزيز جعيط 1389ه أخذ عليه تفسير القاضي البيضاوي، وصحيح مسلم، والموافقات وأخذ عن الشيخ الطيب بيرم صحيح البخاري.
وأخذ عن الشيخ محمد بن الخوجة البخاري بشرح القسطلاني.
ونجح في اختبار السنة الأولى من القسم الشرعي 1355ه/1936م وكان شيوخه في السنة الثانية هم شيوخه في السنة الأولى ومنهم الشيخ بلحسن النجار أخذ عنه المقاصد، والبيضاوي، والتعليم والأحكام.
وعن الشيخ محمد العزيز جعيط، النووي، والموافقات.
وعن الشيخ ابراهيم النيفر العضد
وعن الشيخ الصادق الشطي، الزرقاني
والشيخ الطيب بيرم أخذ عنه البخاري
والشيخ محمد العنابي أخذ عنه التبصرة
ومن شيوخه غير المتقدمين الصادق المحرزي أخذ عنه تاريخ التشريع الاسلامي.
وحصل على العالمية في القسم الشرعي في 27 51358ه و15 جويلية 1939م.
أنهى الفقيد تعليمه الزيتوني بجميع مراحله، باعتناء ومواظبة وتفهم.
ولم يأخذ في التوظف إلا بعد أن ملأ وطابه، وارتوى من العلوم المدروسة بالزيتونة تفسيرا وحديثا وفقها وعربية وغيرها من العلوم فأصبح بذلك في مستوى يأهله للتوظف.
في التوظيف التدريسي الرسمي:
تدرج في الوظيف التدريسي حيث نجح في مناظرة لأجل الحصول على خطّة مدرّس من الأوقاف، وهي خطّة راو لتنبيه الأنام وذلك في سنتي 1358 ه / 1939 م.
وأحرز على التدريس من الطبقة الثانية في مناظرة سنة 1361 هـ / 1942 م، وكان هذا التدريس بدون تقييد بأحد المذهبين المالكي أو الحنفي لأنّه قبل إيجاد التدريس بدون تقييد بأحد المذهبين كان التدريس من الطبقة الثانية منقسما إلى مدرّسين من المالكية ومدرّسين من الحنفية، وبذلك أصبح التدريس من الطبقة الثانية ثلاثة أقسام مدرّسين من المالكية ومدرّسين من الحنفية ومدرّسين بدون تقييد بمذهب.
وأمّا الطبقة الأولى فبقيت على قسمين.
ثم انتقل إلى التدريس من الطبقة الأولى بعد الإدماج وذلك سنة 1372 هـ / 1953 م
وباشر تدريسه بجامع الزيتونة إلى أن وقع شذب التعليم الثانوي الزيتوني سنة 1376 هـ / 1956م فانتقل إلى التدريس بمدرسة ابن خلدون، ثم إلى ثانوية ابن شرف.
ومنها انتقل إلى التدريس بالكلية الزيتونية للشّريعة وأصول الدين، وذلك للسنة الدراسية 1970/1971 وبقي مشتغلا بالتدريس بالكلية الزيتونية للشّريعة وأصول الدين إلى أن انقطع عن التعليم بها.
الخطابة الجمعية:
باشرها أوّلا نائبا عن عمّه الشيخ أبي حسن الأخوة بجامع الحلق، ثم سمّي خطيبا بالجامع الأحمدي بالمرسى منتخبا له الشيخ محمد العزيز جعيط مفتي الجمهورية وباشرها إلى أن أقيل منها سنة 1960 م.
ثم بعد مرور ثلاث عشرة سنة عين إماما خطيبا بجامع الأمان بمنفلوري تونس سنة 1973 إلى أن عزل منها سنة 1993 والحديث عن خطابته في الناحية الثانية.
الناحية الثانية
دعوته ومواقفه:
الداعية لا بدّ أن يكون متمكنا من مصادر الدعوة، وأصول مصادر الدعوة.
1 – القرآن الكريم فإنّه المنهل الفياض ينهل منه الداعي.
2- السنة النبوية التي هي طريق الدعوة الحقيقي.
3 – معرفة علم العقيدة لتصحيح الإيمان.
4 – الفقه وهو معرفة الإسلام في قانونه الشامل.
5 – التاريخ وفي أول ذلك السيرة النبوية، ثمّ بعد ذلك سيرة الأئمة الهداة.
6 – معرفة الدّاعي لحياته حتى لا تكون الحياة في واد، ودعوته في واد آخر.
وإذا نظرنا إلى الفقيد نراه ما تصدّر للدعوة إلا بعد أن استكمل مصادرها، ولهذا قدمت تلك المقدمة التاريخية حتى يعلم أنّه من الدعاة الحقيقيين العالمين بكل المصادر للدعوة بخلاف بعض من يتجرأ على الدعوة وهو لا يعرف من مصادرها شيئا، ولذلك كان الفقيد في دعوته ممتازا.
ولهذا نراه حين أسندت إليه خطابة الجامع الأحمدي لم يكن خطيبا زائفا بل صدع بالحق، وانتقد ما يجب انتقاده من الحياة التي يعيشها، وكان له زملاء من الخطباء نهجوا منهج الحقّ فصدعوا بما أوجبه الله عليهم حتّى يقع الإقلاع عمّا لا يرضى الله تعالى ورسوله صلّى الله عليه وسلم.
لكن الاصداع في تلك الحقبة لم يرض السلطة فعزلت عشرة من الأئمة منهم شقيقي الشيخ أحمد المهدي النيفر عن خطابة جامع الزرارعية التي قضى فيها أكثر من ثلاثين سنة، والشيخ محمود بن الطاهر وغيرهم، واصداعهم بالحقّ لم يكن ثورة، وإنّما هو إبلاغ صوت الحقّ.
وكان من الواجب أن ينظر فيما يقولون وتقع مراجعتهم حفاظا على حريّة الرأي وحريّة القول، وليس هناك من شكّ في أنّ عزل الأئمّة الصادعين بالحقّ يناقض حريّة القول وحريّة الرأي، والله الموفق.
إنّما نحن اليوم لسنا في عصر فرض الرأي والقول لأنّ ذلك عصر قد مضى، وهو عصر المثل العامي القديم (كول والّا بزع).
فحينئذ كنّا قد رجعنا القهقرى مع أنّه لا خوف من الإسلام إذ هو ليس دين الفوضى، وإنّما هو دين الأخوة والتعامل بالحسنى.
واستمر بعد عزله من خطابة الجامع الأحمدي بالمرسى سنوات غير مباشر للخطابة ثم اسندت إليه الخطابة الجمعية بجامع الأمان بتونس سنة 1973.
وأثمرت جهوده وصدقه في خطابته إقبال المصلين الكثيرين لاستماع خطبته، والصّلاة وراءه فأصبح المسجد يغصّ بالمصلين وكان المسجد الذي تولى فيه الخطابة من المساجد الصغيرة فغصّ بالمصلين ممّا دعا إلى توسعته توسعة مناسبة وبذل المصلون أموالا جمّة حتى أنّه لما أريد توسعة الجامع كان بجانبه بيت، وهو الوسيلة الوحيدة لتوسعة الجامع، لكنّ صاحبه طلب ثمنا مشطّا فأعطي إليه من المصلين وهدم ذلك البيت فأصبح الجامع متّسع الرحاب للمقبلين على استماع دعوة الله سبحانه وتعالى.
وفي هذه الأيام الأخيرة أخّر عن الخطابة بالجامع مع إلقاء الدروس فيه.
حركة المحافظة في الثقافة الزيتونية:
نهضت حركة علمية بإلقاء دروس متعددة، وقد تألفت نخبة بجامع الشربات لدراسة الحديث، وقد اختارت لها كتاب الشيخ أحمد عبد الرحمان البنا (الفتح الرباني لترتيب مسند الامام أحمد بن حنبل الشيباني) الذي جعل فيه مسند الإمام أحمد على الأبواب كالبخاري وغيره.
وكان رأس جماعة الشيخ محمد الزغواني، ولما توفي تولى الشيخ عمر العداسي وكان الفقيد أحد أعضاء هذه الهيأة وقد أنجبت دروس جامع الشربات نخبة من العلماء.
توسع دائرة الدعوة:
تتناول الدعوة: الخطابة والمحاضرات والدروس والمقالات والتأليف والحديث التكويني.
ومما اعتنى به الفقيد مع الخطابة التكوين فعلاوة على الدروس الرسمية كانت له دروس منها ما هو بجامع صاحب الطابع في الفقه المالكي اعتمادا على الشرح الصغير وهو شرح أقرب المسالك الذي حشى عليه الصاوي بحاشيته بلغة السالك لأقرب المسالك، حتى أقرأه مرتين.
وكانت له دروس بجامع سيدي البشير في الفقه المالكي والعقيدة والسيرة النبوية.
وألقى دروسا بجامع الزيتونة وواظب عليها إلى أن منع منها، ومنها درس الحديث، وقد رغب أن يؤذن له في إلقاء أواخر دروسه للحديث حيث قرب من الختم، ولكنه لم يجب إلى ذلك، وكما له دروس فيما تقدم له درس الحديث في اختصار البخاري للزبيدي بشرح الشرقاوي.
وفي الصائفة يلقي دروسا بالجامع الأحمدي، ويدرس الفقه والسيرة النبوية، ثم وقع إيقاف هذه الدروس.
فهو في هذا الجانب بالدعوة بالدرس بذل جهدا مضنيا وعملا متواصلا بارك الله له في الانتفاع به.
وكان يلتمس المناسبات في إلقاء كلمات لذكرى بعض العاملين مثل الشيخ حسن الخياري (1991) بزاوية الشيخ أحمد بن عروس وكذلك في ذكرى الشيخ أحمد شلبي (1993) وذكرى الشيخ محمد الصالح النيفر (1993) ببيته.
الحديث التكويني:
أضاف الفقيد إلى طرق الدعوة علاوة على الخطابة والدروس الحديث التكويني حتّى أصبح بيته مأمّا للشباب وغيرهم، وهو قد توسع صدره للحديث إجابة عن الأسئلة المتعددة، ويقبل البحث من غير ملل فاستنارت به الأفكار بالتفقه في الدين وتصحيح العقيدة، ومازج كل من قصده بدون تفرقة حتى أصبحوا كأبنائه في بيته يعيشون معه عيشة الأبناء حتّى ظن بعضهم أنه من أبنائه.
وبهذا الأسلوب التكويني تخرج الكثير من الشباب، وقد أصبح بعضهم من أكمل المثقفين دينيا، ولم ينقطع عن التكوين فهذا جيل جديد من الشبان من أبنائه بالتكوين.
آثاره:
كتب فتاوى متعددة نشرت ببعض الصحف، وقد لخصّ الفقيد دروسه الفقهية التي اعتنى بها محل ابنه الدكتور كامل سعادة وكذلك خطبه الجمعية فإنها مصدر ثري من آثاره الكتابية كما له أشرطة صوتية مسجلة لبعض دروسه الوعظية وعلى كل أن ما غرسه في النفوس هو من أكبر الآثار كأنه مؤلفات متعددة تغني عن التأليف.
وفاته:
لبّى داعي ربه ليلة السبت في 26 3 1415 وفي 3 سبتمبر 1994 وشيع جثمانه الطاهر يوم الاحد في 27 ربيع الانور و4 سبتمبر 1994 في جمع غفير من المشيّعيين تقبله الله بعفوه ورحمته وأسكنه فراديس الجنان.
كتبه الشيخ محمد الشاذلي النيفر رحمه الله