الشيخ محمّد الكلبوسي
(1901م – 1982م)
هو الشيخ الفاضل التقي الورع صاحب المواعظ الحكيمة والخطب الشهيرة سيدي محمد بن علي بن الشاذلي الكلبوسي رحمه الله تعالى.
ولد بتونس العاصمة سنة 1901 بزنقة سعيدة المتفرعة بنهج الصلّي بمنطقة الحلفاوين من ربض باب سويقة، وبعدما حفظ القرآن الكريم على يد المؤدّب محمّد ساسي وتعلّم مبادئ اللّغة العربيّة وقواعدها العامّة التحق بجامع الزيتونة المعمور فاندرج في سلك طلبته إلى أن أحرز شهادتي التطويع بنوعيها: التطويع في العلوم، وفي القراءات، وقد شهد شيخاه (السيناوي والجدي) بالامتياز في علوم القراءات.
انتصب للتدريس بالجامع الأعظم من 1920م إلى 1935م، واجتاز المناظرات مرتقيا في الخطط التدريسية إلى أن أصبح مدرسا من الطبقة الثانية.
تتلمذ في مختلف مراحل تعليمه بجامع الزيتونة المعمور إلى نخبة من خيرة علماء عصره الأفاضل ومن هؤلاء نذكر شيخ الإسلام العلامة الشهير محمد الطاهر بن عاشور صاحب «التحرير والتنوير» الّذي أخذ عليه علم التفسير، والعلاّمة الشيخ محمد العزيز جعيط درس عليه كتاب «المحلّي» في أصول الفقه، والعلامة الشيخ سيدي محمّد الزغواني أخذ عنه علم الحديث، والمفتي الشيخ بلحسن النجّار، والشيخ محمّد مناشو، والشيخ محمّد بن القاضي درس عنه البلاغة، والشيخ عثمان المكّي، والشيخ محمّد الجدّي الّذي أخذ عنه علم القراءات وتخصص في تدريسه فيما بعد.
كما انتدب في سنة 1936م لتدريس اللّغة العربية بالمدرسة العرفانية التابعة للجمعية الخيرية الإسلامية. وقد تولى الإمامة والخطابة أيضا بجامع «سبحان الله» المعروف سنة 1958م إلى 1979م إثر وفاة للعلاّمة الشيخ ابراهيم النيفر، وبعد ذلك خلفه في الخطابة صهره الشيخ حسن الورغي، فكان يرشد المسلمين إلى الخير ويوجههم إلى العمل الصالح ويحثهم عليه الذي يكسبهم رضاء الله سبحانه وتعالى.
عيّن الشيخ محمد الكلبوسي إماما للتراويح بجامع الزيتونة المعمور نيابة عن الشيخ عبد الكبير الشريف من عام 1972م إلى 1980م حتّى عجز عن القيام بهذه الخطّة وقام الشيخ الخطوي بها بعده. واظب شيخنا المرحوم على حضور مجلس الحديث النبوي الشريف بأريانة الّذي أسّسه سيدي محمّد الزغواني رحمه الله وعند عجز الشيخ الزغواني على الإشراف عنه تولّى هو والشيخ محمّد الصادق بسيس القيام على هذا المجلس إلى أن أدركته المنيّة رحمه الله.
توفّي الشيخ محمد الكلبوسي رحمه الله تعالى يوم 14 ديسمبر 1982م عن سن ناهز الثمانين عاماً قضاها كليا في أعمال البرّ والتقوى وتحفيظ كتاب الله العزيز.
ترجمة عبد المجيد البراري
الجواهر الحنفيّة: ص233