ترجمة الشّيخ

أحمد دريرة

(1921 ـــــ  2007م)

هو الشّيخ العلاّمة صاحب القراءات السبع أبو أحمد أحمد بن سعيد بن محمّد بن سالم دريرة المالكي.

ولد رحمه الله تعالى يوم الأحد 21 ديسمبر 1921م بمدينة صفاقس من البلاد التونسيّة.

نشأ رحمه الله تعالى في كنف ورعاية والده رحمه الله تعالى الّذي كان مقرئاً للقرآن الكريم، فتعلّم مبادئ العلوم الشّرعيّة وحفظ القرآن الكريم، ثمّ انتقل إلى تونس رفقة شقيقه محمّد الّذي كان يكبره سنّاً، حيث تابع تلقّيه للعلوم الشّرعيّة بجماع الزيتونة المعمور، فتحصّل على شهادة الأهليّة ثمّ شهادة التحصيل بتفوّق وعمره لم يتجاوز حينئذٍ السابعة عشر.

وبعد تحصّله على شهادة التحصيل اضطر للانقطاع عن الدراسة نظراً لوفاة والد رحمه الله تعالى، واشتغاله بالعمل ليكفل عائلته، فتقدّم لمناظرة الحصول على خطّة معلّم وفاز بها، وبقي في سلك التعليم إلى ما بعد استقلال تونس.

وقد انخرط رحمه الله تعالى بعد بدء حياته المهنيّة بالحزب الحر الدستوري التونسي الّذي كان يمثّل التنظيم الرئيسي لمقاومة الاستعمار الفرنسي آنذاك، واضطلع بمهمّة الأمين العام للحزب بصفاقس قبل الاستقلال وبعده، كما كان عضواً فيما يسمّى بالمجلس الملي ــــ اللّجنة المركزيّة ـــــ للحزب قبل الاستقلال، وقد تعرّض لاضطهاد المستعر الفرنسي حيث تمّ نفيه من صفاقس لعدّة منافي عامي 1952 و1953م، وبعد استقلال البلاد انتخب عضواً بالمجلس القومي التأسيسي الّذي قام بصياغة دستور البلاد، وقد واصل إضافة لعضويّته بالبرلمان تحمّله لمسؤوليّات إدارة الحزب بالعاصمة التونسيّة كممثّل عن صفاقس إلى أواخر عام 1963م حيث ابتعد عن ذلك لأسباب من أهمّها: صلابته في الحقّ ورفضه المحسوبيّة، وعدم انسجامه مع سياسات الحكومة آنذاك.

وقد عمل رحمه الله تعالى بالوزارة الأولى، وكان هنالك توجّه لتكليفه بإدارة الشؤون الدينيّة لكن تمّ العدول عن ذلك فألحق لديوان الوزير الأوّل، وبعد سنوات ألحق بإدارة الإذاعة والتليفزيون التونسيّة وعمل فيها إلى أن أحيل على شرف المهنة.

وشارك رحمه الله تعالى بعد إحالته للتقاعد بتدريس العلوم الشّرعيّة واللّغة العربيّة بجامع الزيتونة المعمور تطوّعاً منه، كما كان يقوم بإلقاء الدروس الشّرعيّة ببعض المساجد الأخرى، ولم ينقطع رحمه الله تعالى عن هذا النّشاط إلّا في آخر أيّام حياته عندما أصبحت حالته الصحيّة لا تسمح له بالخروج من البيت.

أخذ العلم رحمه الله عن أعلام نذكر منهم على سبيل المثال: قاضي الجماعة الشّيخ محمّد البشير النيفر، والعلاّمة الشّيخ محمّد الأخوة، والعلاّمة الشّيخ محمّد الشاذلي النيفر، والعلاّمة الشّيخ عمر العداسي، والعلاّمة الشيخ عبد الواحد المارغني.

توفي رحمه الله تعالى منتصف ليلة الخميس 8 نوفمبر 2007م، وصلّي عليه بعد صلاة الجمعة ودفن قرب روضة الشهداء من مقبرة الزلاج.

 

مقالات مقترحة