ترجمة الشّيخ 

الدكتور محمّد السّويسي العبّاسي التوزري 

(1928 – 2024م) 

هو محمّد بن يونس ابن السويسي ابن الحاج أحمد بن مبارك. ولد في الثلاثين من شهر نوفمبر سنة ثمانية وعشرين وتسعمائة وألف 1928م، في قرية «عبّاس» إحدى قرى مدينة توزر. 

نشأ في أسرة متواضعة فقيرة جدّاً. ثمّ التحق بكتّاب القرية عند المؤدّب عثمان بن طاهر بجوار مقام الوليّ الصالح أحمد التواتي في حدود السّادسة من عمره، حيث أتمّ حفظ كتاب الله ولم يتجاوز عمره الثّانية عشر. 

وبعد أن انتهى من ختمة القرآن انتدب من بعض الأسر البعيدة منازلهم عن الكتاتيب لتعليم أبنائهم في مقام الشيخين الجليلين الشقراطسي وابن الشباط، ثمّ في كتّاب الجامع الكبير ببلد الحضر. 

ثمّ قرر أن يلتحق بالفرع الزيتوني فما كان من أمّه إلّا أن باعت ما تملكه من ذهب واشرت ما يلزمه من الأدوات والكتب وذلك في سنة 1946م درس خلالها أربع سنوات ولم يتحصّل على الشّهادة الثانويّة الأولى التي كانت تسمّى «الأهليّة»، وذلك لأسباب ماديّة جعلته يتغيّب عن الحضور في الدروس وكان ملزماً بأن يشتغل لإعالة أسرته وفي الأثناء توفّي والده، فانصرف كليّاً إلى طلب الرزق، إلّا أنّه لم يحسن أي عمل سوى تعليم القرآن، فعاد مؤدّباً كما كان من قبل. 

وفي تلك الفترة تعرّف الشّيخ على أحد طلبة السّنة الرابعة للفرع الزيتوني بقفصة فصار يتردّد على الشّيخ للمراجعة والاستعداد لامتحان الأهليّة، وسمح له بإعادة الترسيم في السنة الرابعة الّتي ختمت بنجاح في سنة 1951م. 

ثمّ انتقل إلى تونس لمواصلة الدراسة بجامع الزيتونة في السنة الخامسة، وخلالها نفد ما جمعه من مال، فرتّب له ابن عمّته مبلغاً زهيداً شهريّاً، إضافة إلى أكلة غداة مجانيّة في مطعم «الهداية» الّذي أسّسه شيوخ الزيتونة بإشراف الشيخين: محمّد الزغواني والطيّب التليلي. 

وبذلك تمكّن الشّيخ من مواصلة تعليمه إلى أن تحصّل على شهادة التحصيل في العلوم نهاية السنة السّابعة في سنة 1954م. 

 عمل مدرّساً بالمدارس الابتدائيّة ابتداء من سنة 1956م، ثمّ عزم على مواصلة الدراسات العالية في الكليّة الزيتونيّة للشّريعة وأصول الدّين، وبعد أربع سنوات حصل على شهادة الإجازة في الشّريعة سنة 1972م. 

ثمّ أستاذ مجاز بمعهد الوعظ والإرشاد بالقيروان إلى حدود سنة 1974م، ثمّ أستاذ للتعليم الثّانوي حافظ لمكتبة الكليّة الزيتونيّة من 1975م إلى 1981م، ثمّ مساعد بالكليّة الزيتونيّة من سنة 1983م إلى 1986م إلى أستاذ محاضر من سنة 1986م إلى سنة 1987م، ثمّ أحيل على التقاعد في سنة 1987م، فدعي للتدريس بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلاميّة في قسنطينة بمعهد الشّريعة بالجمهورية الجزائريّة من سنة 1988م إلى 1993م. 

من أبرز مؤلفاته: كتاب « الفتاوى التونسيّة في القرن الرابع عشر الهجري»، كتاب « الشيخ العلامة محمد الطاهر ابن عاشور مفتي تونس الأشهر»، كتاب « مجال النيّة في الفقه الإسلامي».

توفّي رحمه الله في 3 شعبان 1445 / 13 فيفري 2024م إثر مرض اشتدّ به. رحمه الله الفقيد وغفر له. 

مقالات مقترحة