الإسلام كما يجب أن نراه[1]
الأستاذ مصطفى كمال التارزي
إنّ المسلم الحقيقي هو من كان خالصا من شوائب الشرك بالرحمن، مخلصا في أعماله مع الإيمان.
وقد شرع الله الدّين لتصفية الأرواح، وتخليص العقول من شوائب الاعتقادات الزائفة، وإصلاح القلوب بحسن القصد في جميع الأعمال، وإخلاص النيّة لله وللنّاس.
لأنّ الإسلام يرى الإنسان هو المقصود من هذا العالم، وأنّه أبرز الخلائق وأعظمها، وأنّ الله أوجد كلّ ما عداه لأجله، واستخلفه في الأرض، وحمّله أمانة التكاليف ليقوم بواجبات الخلافة. قال تعالى:﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ﴾ {البقرة:130} وقال: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾. {الأحزاب:72}
وعلى مبدأ الاستخلاف والتكليف طلب الإسلام من الإنسان أن يسير في هذه الحياة على هدي دستور واضح من المسؤوليات، ولكي يقوم الإنسان بهذه المسؤوليّة طبقا لشريعة التّكليف يجب أن يكون حرّا، وبذلك ارتبطت الحريّة بالمسؤوليّة في الإسلام.
ومن أجل ذلك حرّر الإسلام الإنسان من كلّ ما يغض من إنسانيّته، وينال من كرامته، فحرّره أوّلا من عبادة غير الله؛ لأنّ في تحقيق التّوحيد تحقيقا لمعنى العزّة والكرامة في نفس الإنسان، فلا يتجه ولا يسأل إلاّ الله. قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾. {الأنعام:162}
وحرّره ثانيا من الجمود والتعصّب، فقال: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ {البقرة:256}، وحرّره ثالثا في وطنه، قال تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾. {القصص:5}
وأراد الله في النهاية أن يكون الإنسان حرّا في نقده للمجتمع فقال تعالى:﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾.{الحج:41}
ولم يكتف الإسلام بضمان الحريّة للمسلم، بل ضمن له حقوقا أخرى منها حقّ الحياة؛ لأنّ الحياة في الشرع منحة الله، لا يملك أحد انتزاعها إلاّ بحق، وهو حق المجتمع، قال تعالى:
﴿وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ﴾.{الحجر:23} لذلك فالعدوان على حياة الإنسان في الإسلام هو عدوان على المجتمع كلّه قال تعالى: ﴿مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾. {المائدة:32}
وضمن له كذلك حق العلم، فهو يوجب على النّاس طلب العلم، حتّى يكونوا في مستوى المسؤوليّة قادرين على تحمّل أعباء الرسالة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {طلب العلم فريضة على كل مسلم}.
وعلى الجاهل أن يسأل العالم عن كل ما لا يعلمه قال تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾. {النحل:43}
وليس في المجتمع الذي يريده الإسلام إلاّ عالم أو متعلّم، أمّا الجاهل فلا مكان له في ذلك المجتمع. فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: {النّاس اثنان عالم أو متعلّم، ولا خير فيمن عداهما}.بل القرآن ينفي عن الجهّال العقل، ويقول: ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ﴾. {العنكبوت:43}
وفضيلة الإسلام أنّه يفتح أبواب المعرفة، ويحث المسلم على ولوجها، والتقدّم فيها، وقبول كل مستحدث من العلوم، وتجديد أدوات الكشف ووسائل التّعليم، وضمن له حق الكرامة وهي صيانة العرض وحفظ المكانة وتيسير العيش وحق الاحترام، فلا يزدري انسان بإنسان، ولا يسخر قوم من قوم، يقول تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ {الإسراء:70}.وإذا تعددت لغاتهم فسبيل هذا التباين هو التعاون لا النزاع، وهم أمام الحقّ والقانون سواء. قال تعالى:﴿ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾.{الحجرات:13}.
فلا يصح أن تضيع هذه الكرامة لأي فرد، ولذلك حرّم التنابز بالألقاب؛ لأنّه مسّ لكرامة الإنسان في وجهه، وحرّم الغيبة؛ لأنّها خدش لكرامة الإنسان من وراء ظهره، وحرّم استغلال الإنسان لأخيه الإنسان لما فيه من إهدار لكرامته.
وإذا قرّر الإسلام لكل إنسان حق الحياة وحق الحريّة وحق العلم وحق الكرامة، فإنّه يقرّر للإنسان حق اتملّك ما به قوام حياته ومعاشه، فلا تستأثر بخيرات الدنيا فئة دون أخرى، بل لكل إنسان نصيب منها بحسب طاقته وجهده وكفاءته، يقول تعالى: ﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ﴾ {النجم:39}.
واعتراف الإسلام للإنسان بهذه الحقوق دليل على أنّه أراد منه أن يكون كامل الإنسانيّة، قوي الشخصيّة، قادرا على تحمّل أعباء الرسالة.
وأراد الإسلام من ناحية أخرى أن يكون منهاجه في الحياة منهاجا عمليّا، قابلا للتطبيق، ميسور التنفيذ، سهل الإقناع، فكان له بذلك منهج فريد، ودستور متكامل في خصائصه وطرائقه وأهدافه، لم تضع أحكامه فئة أو قبيلة أو شعب، وإنّما وضعتها العدالة الإلهيّة.
وأبرز هذه الخصائص أنّه لا تمييز، ولا محاباة، ولا أنانيّة، ولا تحكّم في الإسلام، وإنّما الجميع أمام الشّرع سواء. وعلى هذا الأساس يقرّر الإسلام مبدأ المساواة؛ لأنّ المساواة عنده والضعف، والآيات القرآنيّة شاهدة على صحة هذا الاتجاه، فالله تعالى يقول:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾{المائدة:8} ويقول: ﴿فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ﴾{المائدة:48} .
وقد تجسدت هذه المساواة في حياة الرّسول، وبرزت خصائصها للعيان. فعن عروة بن الزبير أنّ امرأة سرقت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح، ففزع قومها إلى أسامة بن زيد يستشفعونه، قال عروة: فلمّا كلّمه أسامة فيها تلوّن وجهه صلى الله عليه وسلم وقال: أتكلمني في حدّ من حدود الله؟ قال أسامة: استغفر لي يا رسول الله، فلمّا كان العشي، قام رسول الله فينا خطيبا، فأثنى على الله بما هو أهله، ثمّ قال: أمّا بعد فإنّما أهلك النّاس قبلكم أنّهم كانوا إذا سرق الشّريف تركوه، وإذا سرق الضّعيف أقاموا عليه الحد. والذي نفس محمد بيده لو أنّ فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها. ثمّ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقطعت يدها، فحسن إسلامها، ثمّ تزوّجت. قالت عائشة: فكانت تأتي بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحين أنزل الله عزّ وجلّ: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾{الشعراء:214}. قال: يا معشر قريش – أو كلمة نحوها – اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عبّاس ابن عبد المطلب لا أغني عنك من لله شيئا، ويا صفيّة بنت عم رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا، ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا.
ومن وصايا عمر بن الخطّاب للخليفة من بعده: اجعل النّاس عندك سواء لا تبال على من وجب الحقّ، ثمّ لا تأخذك في الله لومة لائم، وإيّاك والأثرة والمحاباة فيما ولاّك الله.
ومن خصائص الإسلام أنّه يقرّر التبعة الفرديّة، وينوط بها كلّ تكليف من تكاليف الدّين، وكلّ فضيلة من فضائل الأخلاق. يقول تعالى:﴿ولا تكسب كلّ نفس إلاّ عليها ولا تزر وازرة وزرى أخرى﴾ {الأنعام:164}. ويقول: ﴿كل نفس بما كسبت رهينة﴾ {المدثر:38} ويقول: ﴿لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت﴾ {البقرة:286} ويقول:﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ﴾. {يونس:108}
ومن خصائص المنهج الإسلامي: شموله، وكليّته، وليس هو تصورا عقائديّا فحسب، ولا دينيّا روحيّا وكفى، ولا نظاما اقتصاديّا واجتماعيّا وسياسيّا مجرّدا، بل هو منهج متكامل الجوانب شامل النّظرة. فيه تنظيم علاقة الفرد بنفسه، وعلاقته بأسرته، وعلاقته بمجتمعه، وعلاقة مجتمعه به. ففيه بيان للأصول والقواعد التي تقوم عليها النظم والقوانين التي تحكم سير المجتمع والنّاس.
ومن خصائصه أنّه دين الفطرة، اعترف للإنسان بحاجته الرّوحيّة والعضويّة، وقوّمه تقويما إنسانيّا مراعيا في ذلك نوازعه الفطريّة كلّها. وفطريّة الإسلام جسّدت في مبادئه النظرة الواقعيّة، وأفردته بخصائص التوفيق والتنسيق بين المادة والرّوح. وهذا ما ينطق به القرآن في قوله تعالى:﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾{البقرة:286}. وبذلك استطاع الإسلام أن يتجاوز نطاق النظريات، فتجسّدت مبادئه واقعا حياتيّا عاشه النّاس، وحفظه التاريخ، ونطقت به الشواهد والأحداث.
وقيام المجتمع الإسلامي في عهد النبوّة بما فيه من قيم ومُثل واستمراره زمنا ليس بالقليل، دليل حاسم على قابليّة الإسلام للتطبيق. فالإسلام يريد أن يكون لمبادئه الدور القيادي في حياة النّاس؛ لأنّه ليس دين الرهبانيّة ينعزل بأصحابه في الصوامع، بل هو دين حركة وتفاعل وجهاد. ولقد شهد التاريخ في عصوره المختلفة نماذج رائعة لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدّلوا تبديلا.
رجال جمعوا بين العقيدة والعمل والابتكار والتهذيب والكمال والاعتدال والقيادة والزعامة، فظهرت آثار هذه التربية في حياتهم.
وقد برزت كل خصائص الإسلام عندهم في الحياة العامّة مدّة قرون، فلا عداء بين الرّوح والمادّة، ولا صراع بين الدّين والسياسة، ولا تفريق بين الدنيا والدّين، ولا تجاذب بين المصالح والمبادىء، ولا تزاحم بين الأغراض والأخلاق، ولا تناحر بين الطبقات، ولا انقطاع إلى الملذات والمحرّمات.
ولمّا خلف من بعدهم خلف أضاعوا الصّلاة واتبعوا الشهوات، وضعف مفهوم الدّين الكامل في نفوسهم، وفسدت مناهج الإسلام في عقولهم، وضعفت الحميّة الدينيّة، وفقدت العدالة الاجتماعيّة، نزل العالم الإسلامي عن مكانته في القيادة والتوجيه، وتغلّبت عليه دول أخرى بحضارتها وتقدمها العلمي والتقني.
وما علموا أنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم، وليس الدّين الإسلامي هو المسؤول عن تخلّف المسلمين وضعفهم المادي؛ لأنّنا نعتقد أنّ التخلّف بجميع أنواعه مرض يصيب الشعوب المسلمة وغير المسلمة، وأنّ المسلمين أصيبوا بهذا المرض لمّا حصروا مفهوم الإسلام، وضيّقوا حدوده، وانحرفوا عن مبادئه، وابتعدوا عن هديه، وزاغوا عن الصراط المستقيم. وذلك أنّ الإسلام صالح لكلّ زمان ومكان، وهو قادر على أن يساير الأزمان ويغالب الأحداث، ويتماشى مع كل تطوّر تجديد، تؤيده الأخلاق، وتبعثه المصلحة، ويدفعه الحق، وتنادي به الفطرة السليمة، إذ فيه لكل ظرف تقدير، ولكل حادثة حكم، ولكل ضالة هداية، فمحال أن يصيبه الشلل، أو تدركه الشيخوخة؛ لأنّه قائم على الحقائق العلميّة المستمدة من نور الوحي الإلهي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
فالإسلام شريعة تشمل جميع الأسس القانونيّة اللازمة لإقامة المجتمع الفاضل، والقواعد العامّة التي تكفل صيانة حقوق الأفراد والجماعات، ولذلك جاء القرآن ببعض التشريعات المحددة وبنصوص معيّنة، وإلى جانب ذلك وضع أسسا عامّة وقواعد شاملة لاستنباط الأحكام اللازمة لكل تصرّف يحدث في أيّ مكان وفي أيّ زمان، وفي نطاق مبادئ العدل والحق والإصلاح، وذلك فيما لا نصّ فيه من الكتاب والسنّة.
فواجبنا اليوم أن نعيد للإسلام مفاهيمه الصحيحة، تلك المفاهيم التي استطاعت وتستطيع أن تبعث أمّة وأن توجد ثورة في حياتنا لا تقتصر على جانب من جوانب الحياة، بل تشمل كلّ الجوانب، وأن نحدّد موقفنا من الحضارة القائمة في المجتمعات المتقدّمة، فنأخذ منها كلّ أسباب الرقي المادّي، من حب للبحث العلمي واندفاع للمغامرة لاكتشاف أسرار الطبيعة، وتذليلها لفائدة الإنسانيّة، وتجربة كل جديد، وحب للنظام، وأن نعرض من ناحية أخرى عن تحلّلها وعدوانها وانحرافها وجاهليتها الشهوانيّة الملحدة، حتّى يستطيع الإسلام أن يقوم بدوره من جديد، ويحرص على تحريك عوامل الخير والتقدّم في أعماق النّفس البشريّة، وإقامة رقابة ساهرة تقي الإنسان غوائل الانحراف والشرّ.