أعلام زيتونية

الشيخ محمد الصادق البليش

الشّيخ محمّد الصّادق البلّيش

(1899 ـــــ 1964م)

هو الشّيخ محمّد الصّادق بن محمّد بن محمّد بن حمّودة بن محمّد البلّيش القيرواني. ولد بالقيروان في غرّة رجب سنة 1317هـ الموافق 25 نوفمبر 1899م.
نشأ في بيت علم وتقوى اشتغل المنتسبون إليه بعدالة الإشهاد وتداولوا على ارتقاء منبر الجامع الحنفي بالقيروان منذ ثلاثينيّات القرن التّاسع عشر.
حفظ القرآن الكريم وتعلّم مبادئ الدّين واللّغة عن أبيه وعن غيره من مؤدّبي القيروان ومعلّميها وذلك قبل أن يلتحق في 26 ديسمبر 1911م بجامع الزيتونة المعمور كما هو مذكور في دفتر شهائده.
تلقّى العلوم عن ثلّة من الشّيوخ الأعلام نذكر منهم: الشّيخ عثمان بن المكّي، والشّيخ محمّد الخضر بن حسين، والشّيخ سعد السطيفي، والشّيخ محمّد الطيّب بيرم، والشّيخ مصطفى ابن الخوجه، والشّيخ عبد الحميد بن باديس، والشّيخ إبراهيم المارغني، والشّيخ محمود ابن محمود، والشّيخ محمّد الشّاذلي الجزيري، والشّيخ حسين ابن الخوجه، والشّيخ مصطفى النقّاش، والشّيخ محمّد البشير النّيفر، والشّيخ محمّد العزيز جعيّط، والشّيخ محمّد ابن القاضي، والشّيخ عثمان ابن الخوجه، والشّيخ محمّد الصّادق الزردي، والشّيخ الصّادق العكرمي، والشّيخ محمّد النخلي.
أحرز على رتبة التطويع في العلوم في 16 سبتمبر 1917م، وقد تألّفت لجنة الامتحان من الشّيوخ: أحمد بيرم، وأحمد الشريف، ومحمّد رضوان، ومحمّد الطاهر ابن عاشور.
انتصب للتدريس متابعاً في الآن نفسه دروس المرتبة العليا، وذلك في الفترة المتراوحة بين سنتي 1918م و1921م.
ثمّ اشتغل بعدالة الإشهاد في القيروان، فالحاضرة. ثمّ وقع انتدابه من قبل الشّيخ محمّد رضوان في التحرير القضائي الحنفي لكتابته الخاصّة بالديوان الشّرعي، وذلك عملاً بالقرار الصّادر عن الوزارة الكبرى المؤرّخ في أوّل فيفري 1921م.
وفي سنة 1926م شارك في مناظرة فتحتها وزارة العدل لانتداب كتبه رسميين، فكان النجاح حليفه فتولّى كتابة الدائرة الثّالثة ثمّ الدّائرة الرّابعة، حيث كلّف بإعداد معروضات الترجيح بين آراء شيوخ المجلس الحنفي فيما يكون محلّ خلاف بينهم، ثمّ أسندت له رئاسة الدائرة الرّابعة إثر وفاة الشّيخ محمّد بوشارب أواخر عام 1940م. وفي سنة 23 جوان 1941م عيّن مفتياً حنفيّاً بمدينة القيروان مع اسمرار تكليفه برئاسة الدّائرة الرّابعة.
أنتدب للمشاركة في إعداد لائحة المرافعات الشّرعيّة حيث أنيط بعهدته تدوين النّصوص الحنفيّة الّتي تقابل ما يدوّنه شيخ الإسلام المالكي ووزير العدل سماحة الشّيخ محمّد العزيز جعيّط من النصوص المالكيّة، كما قام بمهّمته كتابة أعمال لجنة النّظر في تلك النّصوص وتدوين محاضر جلساتها.
وفي عام 1951م أعفي وهو بالأراضي المقدّسة من رئاسة الدّائرة الرّابعة فتفرّغ لمباشرة وظيفة الأصلي كمفت بالقيروان مستغلاًّ وجوده بمسقط رأسه لمشاركة أخيه الشّيخ محمّد الطيّب البلّيش في ارتقاء منبر جامع الحنفيّة بالقيروان وذلك إلى أن صدر قرار بإحالته على المعاش عام 1956م فخصّص جلّ وقته للإمامة والخطابة وقراءة الصّحيحين بمقام أبي زمعة البلوي وإفتاء النّاس في أمورهم الدّينيّة واستقبال معاصريه من علماء القيروان عشيّة كلّ جمعة للتباحث فيما يتّصل بالمسائل الفقهيّة والاجتماعيّة والسياسيّة غداة استقلال البلاد.
من آثاره العلميّة والأدبيّة:
– كتاباً في البلاغة عنوانه: «دروس إنشائيّة ومنتجات أدبيّة» طبع بتونس.
– مخطوط عنوانه: «هيئة التأليف في القديم والحديث».
– كتاب المقالات الفقهيّة، تناول فيه فقه المعاملات حسب المذهب الحنفي.
– كتيبات في تخريج الحديث.
– الأحاديث المفردة الواردة في صحيح الإمام البخاري والتعليق على الأحاديث المكرّرة مع شرح فلسفة التكرار وما ترشد إليه من المعاني والأحكام.
– خطب منبريّة.
توفّي الشّيخ محمّد الصّادق البلّيش في موفّى جمادى الأولى من عام 1384ه الموافق في 4 أكتوبر 1964م، ودفن بالقيروان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى